قال أبو منصور: من فتح (أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ) فالمعنى: فنادته الملائكة
بِأَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ؛ أي: نادته بالبشَارة.
ومَن كَسَر فقرأ (إِنَّ اللَّهَ)
فالمعنى: قالت له: إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ؛ لأن النداء قَولٌ.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (يُبَشِّرُكَ... (٣٩).
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (يُبَشِّرُكَ) بالتشديد في كل القرآن إلا موضعًا
واحدًا في (عسق)، فإنهما خففا قوله: (الذِي يَبْشُرُ اللَّهُ عِبَادَهُ)
قرأ نافع وابن عامر وعاصم والحضرمي بتشديد ذلك كله.
وقرأ الكسائي بتخفيف خمسة مواضع.
موضعان ها هنا في هذه السورة، وفى بني إسرائيل: (ويَبْشُرُ المؤمنِينَ)، وفى الكهف (ويَبْشُرَ المؤْمِنين)، وفى (عسق) "يَبْشُرُ اللهُ عِبَادَهُ).
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (يُبَشِّرُكَ) فهو من البِشَارة لا غَير، يُقال بَشَّرْته
بِشَارَةً بتشديد الشين.
ومَن قرأ (يُبْشُرُكَ) فمعناه: يَسُركَ ويُفْرِحُكَ.
يقال: بَشَرته أبشُرهُ، إذا فَرَّحْتَهُ.
وذكِر عن حمزة أنه قرأ فى


الصفحة التالية
Icon