قال الفراء: ((أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ) : لا تصَدِّقوا (أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ.
أوقَع (تُؤْمِنُوا) على (أَنْ يُؤْتَى) كأن قائلفم قال:
لا تؤمنوا أن يُعطى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أعطيتم.
وقد قيل إن المعنى: قل يا محمد: (إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ)، أي: الهدَى هُداكم، لاَ يُؤتى أحَد مِثلَ مَاَ أوتيتم، قاله الفراء.
قال: وصَلحت أحَد لأن معنى (أنْ) معنى (لا)، كما قال الله جلَّ وعزَّ: (يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا) معناه: لا تَضلوا.
وقال: (كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (٢٠٠) لَا يُؤْمِنُونَ بِهِ)
أنْ تَصلح في موضع (لا).
وأخبرني المنذري عَن المبرد أنه قال: المعنى في قوله (أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ) (قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللَّهِ) كَراهَة (أَنْ يُؤْتَى أَحَدٌ مِثْلَ مَا أُوتِيتُمْ)
أي ممن خالف دين الإسلام، لأن الله لا يَهدِي مَنْ هُوَ
كَاذبٌ كَفَّار، فَهُدَى اللهِ بَعِيدٌ مِن غَيْر المؤمنين.
قال أبو منصور، وقول الفراء عندي أصَح مِن قَول المبَرد.