وَمَنْ قَرَأَ (إِنْ صَدُّوكُمْ) بالكسر فهو جزاء، المعنى: إن يصدوكم.
* * *
قوله جلَّ وعزَّ: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ... (٦)
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وأبو بكر عن عاصم، وحمزة،
والكسائي (وَأَرْجُلِكُمْ) خفضًا، وقرأ الأعشى عن أبي بكر بالنصب
مثل حفص، وقرأ نافع وابن عامر ويعقوب (وَأَرْجُلَكُمْ) نصبًا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (وَأَرْجُلَكُمْ) نصبًا عطفه على قوله
(اغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ)، أخرَ ومعناه التقديم،
وقد رُويت هذه القراءة عن ابن عباس، وبها قرأ الشافعي، ورويت عن ابن مسعود، وهى أجود القراءتين؛ لموافقتها الأخبار الصحيحة عن النبي عليه السلام في غسل الرجلين.
ومن قرأ (وَأَرْجُلِكُمْ) عطفها على قوله (وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ)
وبَينت السُّنة أن المرادَ بمسح الأرجل غَسلها، وذلك أن المسح في كلام
العرب يكون غُسلا، ويكون مَسحًا باليد، والأخبار جاءت بغسل الأرجل
ومسح الرؤوس، ومن جعل مسح الأرجل كمسح الرؤوس خطوطًا بالأصابع
فقد خالف ما صح عن رسول الله - ﷺ - أنه قال:
(وَيلٌ لِلعَراقِيب من النار".