وقرأ الكسائي (أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنُ بِالْعَيْنِ) بالرفع في هذه
الأسماء كلها، ونصبها كلها الباقون.
قال أبو منصور: أما ما قرأه الكسائي من رفع الأسماء كلها بعد
(النَفس) ونصبه فإنه جعل قوله (وَالْعَيْنُ بِالْعَيْنِ) ابتداء، وعطف عليه
ما بعدها من الأسماء، وجعل قوله (قصاصٌ) خبر الابتداء، وقد رُويت
هذه القراءة عن النبي صلى الله عليه فيما أخبرني المنذري عن أبي طالب
عن أبيه عن الفراء عن إبراهيم بن أبي يحيى عن أبان عن أنس أن رسول
الله قرأ (وَالْعَيْنُ بِالْعَيْنِ)، قال - الفراء: فإذا رفع (الْعَيْنُ) تبعها ما بعدها.
وَمَنْ قَرَأَ (أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ) بالنصب وأتبعها الأسماء بعدها بالنصب
حتى انتهى إلى قوله (وَالْجُرُوحُ قِصَاصٌ) فرفعها فالجروح ابتداء،
و (قصاص) خبره،
قال الفراء: الرفع والنصب في عطوف (أنَّ) إنما
يسهلان إذا كان مع الأسماء أفاعيل، مثل قوله
(وَإِذَا قِيلَ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَالسَّاعَةُ لَا رَيْبَ فِيهَا)
فسَهُل لأن بعد الساعة خبرها،
ومثله: (إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨).


الصفحة التالية
Icon