((أَنَّهُ... فَأَنَّهُ) منصوبين.
وقال أبو إسحاق: يجوز (أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا... فَأَنَّهُ)
يجوز بالفتح فيهما جميعًا، ويجوز كسرها جميعًا، ويجوز فتح الأولى
وكسر الثانية، ويجوز كسر الأولى وفتح الثانية.
فأما من فتح الأولى والثانية فعلى أنَ موضع الأولى
نصب، المعنى: كتب ربكم على نفسه المغفرة، وهي بدل من الرحمة، كأنه
قال: كتب ربكم على نفسه الرحمة، وهي المغفرة للمؤمنين التائبين، لأن
معنى (أنه غفورً رحيم) المغفرة منه.
ويجوزأن تكون (أنَّ) الثانية وقعت مؤكدة للأولى؛ لأن المعنى:
كتب ربكم أنه غفور رحيم، فلما طال الكلام أُعيد ذكر (أنَّ).
وأما من كسرهما جميعًا فعلى مذهب الحكاية، كأنه لما قال: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ) قال: (إِنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) بالكسر.
ودخلت الفاء جوابا للجزاء فكسرت (إنَّ) لأنها دخلت على ابتداء وخبر، كأنك قلت: فهو غفور رحيم، إلا أنَّ الكلام بـ إنَّ أوكَدُ.


الصفحة التالية
Icon