قال أبو منصور: من قرأ (دَارَسْتَ) بألف فتأويله: جادلت اليهود
وجادلوك.
كذلك قالَ ابن عباس، وبه قرأ مجاهد، وفَسره: قرأت على
اليهود وقرأوا عليك.
وَمَنْ قَرَأَ (دَرَسَتْ) بسكون التاء فالمعنى: تقادَمَت، أي: هذا الذي
تتلوه علينا قد تطاول ومَر بِنَا وامتُحِيَ أثره من قلوبنا، كما تَدرُس
الآثار.
وَمَنْ قَرَأَ (دَرَسْتَ) بفتح التاء بغَير ألف فالمعنى: أنك تَعَلمت من
يَهُود، على الخطاب للنبي صلى الله عليه، أرادوا: أنك قرأت كُتُبَ أهل
الكتاب.
وكله جائز.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ... (١٠٨).
قرأ يعقوب (عُدُوًا) بضم العين والدال وتشديد الواو،
وقرأ الباقون (عَدْوًا) بفتح العين وسكون الدال.
قال أبومنصور: مَنْ قَرَأَ (عَدْوًا) و (عُدُوًا) فمعناهما واحد،
يقال: عَدا فلان عَدْوًا وعُدُوًا وعِدًا، إذا جاوَزَ الحَدَّ في الظلم.


الصفحة التالية
Icon