وقوله جلَّ وعزَّ: (هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ... (١٥٨).
قرأ حمزة والكسائي (إلا أن يأتيهم الملائكة) بالياء،
والباقون يالتاء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ بالياء فلتقديم فعل الجماعة،
ومن قرأ بالتاء فلتأنيث الملائكة.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (إِنَّ الَّذِينَ فَارَقُوا دِينَهُمْ... (١٥٩).
قرأ حمزة والكسائي (فَارَقُوا) بألف، وفي الروم بألف أيضًا.
وقرأ الأعشى عن أبي بكر هنا (فَارَقُوا) بالألف، وفي الروم بغير ألف،
وقرأ الباقون (فَرَّقُوا) بغير ألف في السورتين.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (فَارَقُوا دِينَهُمْ) ففيه قولان:
أحدهما: أنهم تركوا دينهم وفارقوه فلم يَدُوموا عليه.
والقول الثاني: أن (فَارَقُوا) و (فَرَّقُوا) بمعنى واحد، كما يقال: ضَعَّفَ وضاعف، وعالى وعَلَّى، وصَاعَر وصعَّر،
ومعناهما: اختلافهم في دينهم وتفرقهم فيه، ويقوى هذا القول قوله
(وَكَانُوا شِيَعًا)، أي: فِرَقا شَتى.