وَمَنْ قَرَأَ (من لَدُنِي) جعل الاسم على ثلاثة أحرف، فاكتفى بنون واحدة،
ولَمْ يَقِسْها على (عَنْ) ؛ لأن (عَنْ) ناقصة، لأنها حرفان.
وأما من قال: (من لُدْنِي) فهي لغة لبعض العرب، كَان الضمة في الدال،
فنقلت إلى اللام، كما قالوا: حَسُنَ الوجْهُ وجْهُك، فإذا ثقلوا قالوا: حَسُنَ
الوجهُ وجهًا.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (٧٧)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والحضِرمي (لَتَخِذْتَ) بفتح التاء وكسر الخاء
خفيفة.
وقرأ الباقون (لَاتَّخَذْتَ) بتشديد التاء وفتح الخاء،
وكلهم أدغموا الذال في التاء غير ابن كثير وحفص والأعشى عن أبي بكر. وقرأ يعقوب (لَتَخِذْتَ) إنما أظهر الذال ههنا فقط.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (لَاتَّخَذْتَ) فهو افتعَالٌ من: اتخذ يتَّخذ
اِّتخاذَا، والأصل: أئتخذَ يَتَخِذُ، فأدغمت الهمزة في التاء، وشددت.
وأصل الحرف مأخوذ من أخَذَ يأخُذُ.
يقول: لو أخذت بِأخْذِنا، أيْ: لو فَعَلْت بِفِعلِنَا.
وَمَنْ قَرَأَ (لَتَخِذْت) فإنه يحذف الهمزة، ويجعله مبنيا على فَعِلَ يَفْعَل،
كما قالوا في (اتقَى يتَّقي) : تَقِيَ يَتْقَي.
وأنشد أبو عمرو أو غيره: