قال: ومن العرب من يقول: اسْتَاعُوا. ولا يجوز القراءة بها - ومنهم من
يقول: فما اسْطاعوا، بقطع الألف، المعنى: فما أَطَاعُوا، فزادوا السين. قاله الخليل وسيبويه عِوَضًا من ذهاب حركة الواو؛ لأن الأصل في أطَاع: أطْوَعَ.
قال: فأمَّا مَنْ قَرَأَ (فما اسْطَّاعوا) بإدغام التاء في الطاء فهو لاحِن مخطئ،
قاله الخليل ويونس وسيبويه وجميع من قال بقولهم، وحُجتهم في ذلك أن السين ساكنة فإذا أدغمت التاء صارت طاء ساكنة، ولا يجمع بين ساكنين
قال: ومن قال: أطْرَحُ حركة التاء على السين فأقول: (فما اسَطاعوا) فَخَطأ
أيضًا؛ لأن سين (اسْتَفْعل) لم تُحرّك قط.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (أفَحَسِبَ الَّذينَ كَفَرُوا (١٠٢)
قرأ الأعشى عن أبي بكر (أفَحَسْبُ الذين) ساكنة السين، مضمومة الباء،
وهى قراءة علي بن أبي طالب.
وقرأ الباقون (أفَحَسِبَ الذين كفروا) بكسر السين، وفتح الباء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (أفَحَسِبَ الذين) فمعناه: أفَظَن الذين كفروا، من
حَسِبَ يَحْسَبُ ويحْسِبُ.
وَمَنْ قَرَأَ (أفَحَسْبُ الذين كفروا)
فتأويله: أفَيَكْفِيهم أن يتخذوا العبادَ أولياءَ من دون الله، ثم بَيَّن جزاءهم فقال: (إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا).
وتأويل مَنْ قَرَأَ (أفَحَسِبَ) : أفَحَسِبُوا أن ينفعهم اتخَاذُهم عبادِى
أولياء.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي (١٠٩)
قرأ حمزة والكسائي (يَنْفَدَ) بالياء.
وقرأ الباقون (تَنْفَدَ) بالتاء.