قال أبو منصور: الذي رواه عبيد عن شبل عن ابن كثير (وَرَايَ) بغير مَد
مثل: عَصايَ، ليس بجيد؛ لأن وراء ممدود في كلام العرب كأنه بمعنى خَلْفًا
وأمَامًا،
وأما (الوَرَى) بمعنى الخَلْق فهو مقصور، يكتب بالياء، يقال: لا أدْرِى
أيُّ الوَرَى هو - أي: مَا أدْرِى أي الخَلْق هو.
والقراءة الجيدَة ما اتفق عليه القُراء (مِن ورَائي) بالمد،
وأما الياء فإنْ شئتَ حَركْها وإن شئت أسْكَنْتَها.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (يَرِثُنِي وَيَرِثُ)
قرأ أبو عمرو والكسائي (يرثْني ويرثْ) بالجزم فيهما معًا،
وقرأ الباقون (يَرِثُنِي وَيَرِثُ) بالرفع فيهما.
قال أبو منصور: من قرأهما بالجزم فإنهما جواب الأمر، ومن رفعهما فلأنه
صفة للولي، كأنه في الكلام: هبْ لي من لدنك ولِيا وَارثًا.
أقِيمَ المضارع مقام الاسم وجُعِلَ حَالا.
ومثله قول اللَّه جلَّ وعزَّ: (ولا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ) بالرفع،
أي: لا تَمْنُنْ مُستكثِرًا.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الكِبَرِ عُتِيًّا) وقوله (بُكِيًّا (٥٨)
و (صُلِيًّا (٧٥) و (جُثِيًّا (٧٢).
قرأ حفص وحمزة والكسائي بكسر أوائل هذه الحروف، إلا (بكِيًّا) فإن حَفْصًا خالفهما فضم الباء من (بُكِيًّا) وقرأ الباقون أوائلهُنٌ بالضم.