وقوله جلَّ وعزَّ: (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ)
قرأ حمزة وحده (وَأَنَّا اخْتَرْنَاكَ) بتشديد النون بالألف.
وقرأ الباقون (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) مخففًا بالتاء.
قال أبو منصور: وَمَنْ قَرَأَ (وَأَنَّا اخْتَرْنَاكَ) فالمعنى: ناداه الله بأنا اخترناك،
على جمع (أَنَّا) كما أن الملك من ملوك العرب يقول: إنَا فَعَلْنا كذا وكذا
بأ نصاره.
وَمَنْ قَرَأَ (وَأَنَا اخْتَرْتُكَ) فالاختيار لله وحده، لم يُشْرِك في اختياره أحدًا.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مِنْ أَهْلِي (٢٩) هَارُونَ أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢)
قرأ ابن عامر (أشْدُدْ) (وَأُشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) بالألف فيهما، ألف المخبر
عن نَفسه، على جواب المجازاة.
وقرأ الباقون (أَخِي (٣٠) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (٣١) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (٣٢).
وهذا على الدعاء، كأنه قال: يا اللَّه: اشدد بِأخي أزري،
وأشركه في أمري.
وَمَنْ قَرَأَ (أشْدُد به أزري - واشركهُ في أمرى) فالمعنى أن تجعل لي أخي
وزيرًا أشْدُد به أزري، وأُشركه في أمري.
على جواب الجزاء.