(ثُمَّ أتُوا) أسقطت ألف الوصل الموجودة في الابتداء مكسورة، ورجعت همزة
التي توجد ياء في [..] (١)
ورُويَ عن ابن كثير أيضًا أنه قرأ ((ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا) مثل سائر القراء.
قال أبو منصور: أما ما روى خلف عن عبيد، عَن شبل (ثُمِّ إيتوا) بكسر
الميم وقطع الألف فهو وَهْم؛ لأن معنى (آتوا) : أعطوا، ولا معنى له
ها هنا.
وأما ما رُويَ لشبل عن ابن كثير (ثم ايتو) بياء ساكنة فقد احتج له ابن
مجاهد بما احتج به، إلا أن ما احتج به مخالف اللفظ المروي عنه - والقراءة المختارة ما اتفق عليه القراء واختاره أهل اللغة (ثُمَّ ائْتُوا).
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى (٦٦)
قرأ عبد اللَّه بن عامر (تُخَيَّلُ إِلَيْهِ) بالتاء وفتح الخاء، وقرأ الباقون (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ) بالياء مضمومة وفتح الخاء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (تُخَيَّلُ) بالتاء فالمعنى تُخيل الحِبال والعصيّ إلى
موسى أنها تسعي،
وَمَنْ قَرَأَ (يُخَيَّلُ إِلَيْهِ) فلا إضمار فيه؛ لأن اسم ما لم يُسَم فاعله
(أنَّ) من قوله (أَنَّهَا تَسْعَى)، وهى بمنزلة المصدر، وموضعها رفع، ولا علامة
للرفع فيها؛ لأنها إذا حولت إلى الأسماء فمعنى
(يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)
يُخَيَّلُ إِلَيْهِ من سحرهم سَعيُها.

(١) كلمة مطموسة لم أتبينها.


الصفحة التالية
Icon