قرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو والحضرمي (لمْ يَقْتِروا) بفتح الياء وكسر التاء.
وقرأ نافع وابن عامر (لم يُقْتِرُوا) وكذلك روى الكسائي عن أبي بكر عن
عاصم.
وقرأ الكوفيون (لَمْ يَقْتُرُوا) بفتح الياء وضم التاء.
قال أبو منصور: وهي كلها لغات جائزة، قَتَر يَقْتِر، ويَقْتُر، وأقترَ،
يُقْتِرُ إذا قتَّرَ النفقة ولم يوسعها، وقتَر وقتَّر وأقتر إذا ضيَّق النفقة، والمعنى:
أن الله - عزَّ وجلَّ - وصفهم بأنهم ينفقون نفقة قصدًا لا إسراف فيه حتى يُضطروا إلى تكفف الناس، ولا يضيقونها تضييقًا يضرُّ بهم وبمن يعُولون.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (٦٩)
قرأ ابن عامر (يُضعفُ... ويخْلُدُ) بالرفع فيهما أيضًا.
وقرأ الباقون: (يُضَاعَفْ... ويخْلُدْ) بالجزم فيهما.
قال أبو منصور: يقال: ضعَّفْتُ له الشيء، وضاعفته، بمعنى واحد،
كقولك: باعدته وبعدَّته، وصعَّرَ خذه وصاعره.
من جزم قوله (يُضَاعَفْ... ويَخلدْ) فعلى أنه جواب للشرط.
وَمَنْ قَرَأَ (يضاعفُ... ويَخْلُدُ) رفعًا
فعلى أنهما تفسير لقوله: (يَلْقَ أثَامًا)، كأن قائلاً قال: ما يُلَق أثامَا؟
فقيل: يُضَاعفُ