مِنْ سَبَأَ الحاضرينَ مَأْرِبَ إذ | يَبْنُون مِنْ دونِ سَيْلِها العَرِما |
قال أبو منصور: وقدر روينا عن النبي - ﷺ - حديثًا ذكر فيه أن سبأ اسم رجل، حدثناهُ محمد بن إسحاق السعدي قال: حدثنا إبراهيم بن مالك، قال: حدثنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخَعي، قال: حدثنا أبو سَبرةَ النخعي عن فروة بن مُسَيْكٍ (الغطيفي).
قال: أتيت رسول الله - ﷺ - فقلت: يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟
قال: بلى، فأمَّرني وأردت أن أقاتلهم، ثم بدا لي فقلت: يا رسول الله،
لا بل أهل سبأ، فإنهم أشدُّ مكيدة، وأعَم في أنفسهم، فلما خرجتُ من
عنده أنزل الله في سبأ ما أنزل، فقال: ما فعل الغطيفي؟
فوجدني قد سِرْتُ فأرسل في أثري، فرُدِدْتُ، قال: فأتيته وعنده ناسٌ من أصحابه، فقال: ادع القوم فمن أجابك فاقبل منه، ومن أبي فلا تعجل حتى يأتيك أمري.
فقال رجل من القوم: يا رسول الله، أخبرنا عن سبأ ما هو؟ أرضٌ؟ قال:
ليس بأرض، ولا امرأة، ولكنه رَجُل، وله عشيرة من العرب، فَتَيَامَنَ سِتةٌ
وتَشاءَمَ أربعَة، فأما الذين تَشاءَمُوا فَلخْم وجُذام وغَسسَّانٌ وعَامِلةٌ.
وأما الذين تيامنوا فَكِنْدة والأشعرون والأزدِ ومَذْحَج وحِمْيَر وأنْمارٌ.
قال الرجل: وما أنمار؟
قال: الذين خَثْعَم وبَجِيلَةُ منهم.