والصُّم مفعول به، والدعاء مفعول ثان وأراد بالصُّم: الكفار الذين لا يعون
ما يسمعون، لا أنَّهم صُمُّ الآذان.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ (٨١)
قرأ حمزة وحده (وَمَا أَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ) بالتاء و (الْعُمْيَ) نصبًا،
وكذلك قرأ في الروم فوقف عليها بالياء، يعنى على قوله (تهدي).
وقرأ الباقون (وَمَا أَنْتَ بِهَادِي الْعُمْيِ) بالياء مع الإضافة،
ووقفوا على التي في النمل (بِهَادِي) بالياء، وهى ثابتة في المصحف،
ووقفوا في الروم على قوله (بِهَادِ) بغير ياء، وليس في الكتاب ياء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (وَمَا أنتَ تَهْدِي العُمْيَ)
فالمعنى: مَا أنت يا محمد تهدي الذين عميت بصائرهم عن آياننا، ولكن عليك الدُّعاء، ويهدى الله من يشاء.
و (العُمْيَ) في هذه القراءة منصوب بالفعل،
وَمَنْ قَرَأَ (وَمَا أنت بِهَادِي العُمْيِ) فإن الباء دخلت لحرف النفي، كقولك: ما أنْتَ بِعَالِم.
وخفض (العُمْيِ) لأنه مضاف إليه.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ (٨٢)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمر وابن عامر: (إنَّ النَّاسَ) بكسر الألف.
وقرأ الباقون (أَنَّ النَّاسَ) بفتح الألف.
قال أبو منصور: من فتح الألف (أن النَّاسَ) أوقع عليها الكلام، تكَلمُهم
بأن النَّاس وموضعها نصب.
وَمَنْ قَرَأَ (تُكَلِّمُهُمْ إِنَّ النَّاسَ) كانت (إِنَّ) خبرًا