قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (أَتَيْتُمْ) بقصر الألف فهو من: أتى يأتي.
ومن قرأ (آتَيْتُمْ) بمد الألف فمعناه: أعطتم.
وهي القراءة المختارة.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ (٣٩)
قرأ نافع ويعقوب (لِتُرْبُوَا) بتاء مضمومة، وسكون الواو.
وقرأ الباقون (لِيَرْبُوَ) بياء، وفتح الواو.
فَمَنْ قَرَأَ (لِتُرْبُوَا) فمعناه: لتزدادوا أنتم زيادة من مالِ مَن تَربونَهُ، كأنه قال: لتُربُوا مالكم فتكثِرُوهُ بالزيادة التي تأخذونها.
وَمَنْ قَرَأَ (لِيَرْبُوَ) فمعناه: الشيء الذى تعطونه بالزيادة التي يردّها آخذها إذا ردها بعد الأجل المؤقت.
وقد قيل معناه: أن يهب الرجل الشيء لإنسان بغير شرط ولا وقت، فيردّ الموهوب له عوضًا يكون أكبر قيمة من هبته وليس هذا من الربا الحرام، وكل شيء زاد فقد رَبا يربو، وأرَبْيتُ أنا، إذا أكثرْتُه،
واللام في (لِيَرْبُوَ) وفي (لِتُرْبُوَا) لام كي.
ومن قرأ (لِيَرْبُوَ) لم يثبت فيه الألف. ومن قرأ (لِتُرْبُوَا) كتبه بألف، وإنما انفتحت الواو في (لِيَرْبُوَ) لأنه للواحد. وسُكنت في (لِتُرْبُوَا) لأنها واو الجمع، وكانت في الأصل (تُفعِلُونَ)، فسقطت النون علامة النصب.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ (٥٠)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر، ويعقوب
(إِلَى أثَرِ رَحْمَتِ اللَّهِ) موحدَا.
وقرأ الباقون (آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ).


الصفحة التالية
Icon