قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (يَخَصِّمونَ) بفتح الياء والخاء وتشديد الصاد
فالأصل: يَختصِمُونَ، فطرحت فتحة التاء على الخاء، وأدغمت في الصاد.
ومن كسر الخاء فلسكونها وسكون الصاد.
وَمَنْ قَرَأَ (يَخْصِمُونَ) فالمعنى: تأخذهم، بعضُهم يَخْصِم بعضا.
وجائز أن يكون المعنى: تأخذهم وهم عند أنفسهم (يَخْصِمُونَ) في الحُجَج مخالفتهم في أنهم لا يبعثَونَ، فتأخذهم الصيحَةُ على هذه الحالة.
وأما من قرأ (يَخْصِّمون) بسكون الخاء وتشديد الصاد فهو
شاذ؛ لأن فيه جمعًا بين ساكنين، وهو مع شُذُوذِه لُغَة لا تُنْكِرهَا، والأصل
فيه: يختصِمُونَ، أيضًا.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (٥٥)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو (في شُغْلٍ) ساكنة الغين.
وقرأ الباقون (فِي شُغُلٍ) بضمتين.
قال أبو منصور: همما لغتان، مثل: عُمْر، وعُمُر. وعذْر، وعذُر.
واجتمع القراء على (فاكهون) بالألف ها هنا:
وقال المفسرون: فاكهون: ناعمون.
وقال الفراء: الفاكهة من التفكه.
وقيل: فاكهون ذوو فاكهة.
وقرأ بعضهم (فكهون) وهو شاذ.
والفكه: الطيِّبُ النفس الضحوك.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ (٥٦)


الصفحة التالية
Icon