وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (لَنَبْلُوَنَّكُمْ) بالنون، (حَتَّى نَعْلَمَ... وَنَبْلُوَ)
فالمعنى: لنختبرنكم بالحرب حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين لأمر الله. والله - عزَّ وجلَّ - قد علم قبل أن خَلَقَهُم المجاهد والصابر منهم، ولكنه أراد العلم الذى يقع به الجزاء؛ لأنه إنما يجزيهم على أعمالهم، لا على ما عَلِمَ منهم.
فتأوِيل قوله: حتى نَعْلَم عِلْمَ الشهادة لا عِلم الغيب.
وَمَنْ قَرَأَ (لَيَبْلُوَنَّكُم) فالمعنى: ليبلونكم الله، أي ليختبرنَّكم.
وأما قراءة يعقوب (ونَبْلُوا) بإسكان الواو فهو استئناف،
والمعنى: سَنَبْلُوا أخبَارَكُمْ.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (هَا أَنْتُمْ (٣٨)
روى عليٌّ بن نصر عن أبي عمرو: (هَا أَنْتُمْ) ممدودة مهموزة، مثل حمزة
وعاصم والكسائي وابن عامر.
وقرأ نافع وأبو عمرو - في سائر الروايات عنه (هآنْتُم)
بمدة مطولة غير مهموزة.
وقرأ ابن كثير (هَأَنْتُمْ) بوزن (هَعَنتمْ).
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (ها أنْتُمْ) فـ (ها) تنبيه، و (أنتم) كلمة علىِ
حدة، وإنما مدَّ من ما ليفصل ألف (ها) من ألف (أنتم).
وجائز أنْ يَكون (ها أنْتم) بمعنى: أأنتم.
بهمزة مطولة قلبت الهمزة الأولى هاء.
وَمَنْ قَرَأَ (هَأَنْتُمْ) بوزن (هَعَنْتُم) فالمعنى: أأنتم.
قلبت الهمزة الأولى هاء. والله أعلم. والقراءة هي الأُولى.
* * *