وَمَنْ قَرَأَ (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِّبُوا) بالتشديد فالظن ها هنا يقين،
المعنى: حتى إذا استيأس الرسل من إيمان قومهم وعلموا أن القوم قد كَذَّبوهم فلا يُصدِّقونهم ولا يؤمنون بهم جاءهم النصْر.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَنُنْجِي مَنْ نَشَاءُ (١١٠)
قرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ) بنون واحدة، وتشديد
الجيم، وفتح الياء، وقرأ الباقون (فَنُنْجِي) بنونين، الأولى مضمومة، والثانية
ساكنة، والجيم خفيفة، والياء مرسلة.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (فَنُنْجِي مَنْ نَشَاء) بنونين فمعناه، نُنْجِي نحن
من نشاء، وهو فعل الله عزَّ وجلَّ.
وَمَنْ قَرَأَ (فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ) فمعناه: نُجِّىَ من نشاء من عذاب الله،
أي: من يشاء الله تَنْجِيَتَهُ،
و (مَنْ) على هذه القراءة في موضع الرفع على أنه مفعول لَمْ يُسَم فاعله.
و (مَنْ) في القراءة الأولى في موضع النصب على أنه مفعول به.
وحُذف من ياءات هذه السورة أربع ياءات: قوله: (فأرسلون (٤٥)
و (لا تقربون (٦٠)، (حتى تؤتونِ موثقًا (٦٦)، (لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ (٩٤)
وقرأهُنَّ الحضرمي بياء في الوصل والوقف،
وقرأ أبو عمرو (تؤتونِي) بياء في الوصل، ورُوِى عن نافع.
وقرأ ابن كثير (حتى تؤتونِي موثقًا) بياء في الوصل والوقف.
* * *


الصفحة التالية
Icon