قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (خَالِقُ السَّمَاوَاتِ) فالسَّمَاوَات في موضع الخفض
لإضافة خالق إليه، و (الأرض) معطوف عليها بالكسر.
وَمَنْ قَرَأَ (خَلَق السَّمَاوَاتِ) نصبها، وعطف (الأرضَ) عليها، غير أن تاء الجماعة تخفض في موضع النصب.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ)
قرأ حمزة (بِمُصْرِخِيِّ) بكسر الياء،
وقرأ الباقون (بِمُصْرِخِيَّ) بفتح الياء.
قال أبو منصور: قراءة حمزة غير جيّدة عندَ جميع النحويين،
قال أهل البصرة: قراءته غير جيدة،
وقال الفراء: لا وجه لقراءته إلا وجه ضعيف،
وأنشد قول الأغلب:
قالَ لَهَا هَلْ لَكِ يَا تَافيِّ
يعني: فيَّ، يعني: يا هذه
قالَتْ لَهُ مَا أنتَ بالمرضيِّ
وقال الزجاج: مثل هذا الشعر لا يُحْتَجُّ به، وعملُ مثله سهل فلا يحتج به
كتاب الله.
قال: وجميع النحويين يقولون إن ياء الإضَافة إذا لم يكن قبلها ساكن حُركت
إلى الفتح، تقول: هذا غُلاَمىَ قَدْ جَاءَ.
قال: ويجوز إسكان الياء لثقل الياء التي قبلها كسرة، فإذا كان قبل الياء ساكن حُركت إلى الفتح لا غير، لأن أصلها أن تُحَركَ ولا ساكنَ قبلها، وإذا كان قبلها ساكن صارت حركتها لازمة لالتقاء