وقوله جلَّ وعزَّ: (مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا (١١٠)
قرأ ابن عامر وحده (فَتَنُوا) بفتح التاء والفاء،
وقرأ الباقون (فُتِنُوا) بضم الفاء وكسر التاء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (فَتَنُوا) فمعناه: افْتَتَنُوا.
رَوَى أبو عبيد عن أبى زيد: فَتِنَ الرجلُ يَفْتَنَ فُتُونًا، إذا وقع في الفتنةِ، أو
تَحوَّل من حالٍ حسنةٍ إلى حالٍ سيئة، وفَتَنَ إلى النساء فتونًا، إذا أراد الفجور، وهذا يؤيد قراءة ابن عامر.
وَمَنْ قَرَأَ (فُتِنُوا) وهو الأجود، فمعناه: امْتُحِنُوا، كما فُتن عَمار بن
ياسر وغيره ممن عُذِّب وأكره على الكفر فغفر الله لهم ذلك إذ قلوبهم مطمئنة
بالإيمان.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ (١١٢)
روى علي بن نصر وعباس بن الفضل وداود الأودِي عن أبي عمرو
(لِبَاسَ الجُوعِ والخوْفَ) بنصب الخوف، وخَفضه الباقون.
قال أبو منصور: من نصب (الخوفَ) عطفه على قوله (لباسَ)،
ومن خفضه - وهو الوجه - عطفه على (الجوع) - ويجوز النصب بإضمار: أذَاقَها


الصفحة التالية
Icon