وقوله جلَّ وعزَّ: (نَاءَ بِجَانِبِهِ (٨٣)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وحفص والأعشى عن أبي بكر ويعقوب
(ونأى)، مثل: (نَعَى)، بفتح النون والهمزة في السورتين، فقرأ ابن عامر
(وَنَاء) بوزن (نَاعَ) في الموضعين مَفتُوحةً ممدودهَ مهموزةً، ورَوَى يحيى
عن أبي بكر (ونَائي) بفتح النون، وكسر الهمزة، بوزن (ناعِي)، كذلك
رواه الأدمي في السورتين على مَن قرأ عليه، وكذلك روى خلف عن سليم
عن حمزة وروى الكسائي عن أبي بكر عن عاصم (ونِئى) بكسر النون
والهمزة، وكذلك قراءة الكسائي في السورتين بكسرهما جميعًا.
قال أبو منصور: أما مَن كسر النون والهمزة فإنه لما أمال الهمزة كسر النون
والهمزة ليُتْبعَ الكسرة، وَمَنْ قَرَأَ بفتحهما آثر التفخيم لأنه أفصح اللغتين، ومن فتح النون وكسر الهمزة جعل النون فاء الفعل وهى مفتوحة في الأصل، وكسر الهمزة، وأمالها لقربها من الياء.
وأما مَنْ قَرَأَ (ونأى بجانبه) فإنه أراد (نَاءَ)
فقلبَه، كما يقال: (رَأى)، بوزن (رَعَى)، و (رَاءَ) بوزن (راعَ).
ومعنى قوله: (ناء بجانبه)، أي: أناء جانبهُ تكبّرًا وإعراضًا عن ربِّه.
ويجوز أن يكون (ناء بجانبه) بمعنى أنَّ جانبه، أي أماله، كما يصعِّر المتكبِّر
خَدَّهُ، إذا أماله.
وكل ذلك جائز.
* * *
وقوله جلَّ وعزََّ: (حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأرْضِ (٩٥)