قال أبو منصور: من قرأ (تَدْعون) فالمعنى: هذا الذي كنتم تستعجلونه
وتَدْعون الله به. تقولون: (إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
ومن قرأ (تَدَّعُونَ)، فقد جاء في التفسير: (تَكْذِبون).
وتأويله في اللغة: هذا الذي كنتم من أجله تَدَّعُونَ الأباطيل
والأكاذيب، أي: تَدَّعُونَ أنكم إذا متم وكُنتمْ تُرَابًا أنكم لا تَخرجُون.
وقيل: معنى (تَدَّعُونَ) أي: تَمنَون.
يقال ادَّعِ عليَّ ما شئت، أي: تَمَن ما شئت.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٩).
قرأ الكسائي وحده " فَسَيَعْلَمُونَ " بالياء.
وقرأ الباقون بالتاء.
وأخبرني أبو بكر عن أبي حاتم أنه قرأ بالتاء " فَسَتَعْلَمُون "
عاصم والأعشى وأبو عمرو، وزعم أن الياء قرِئتْ، وزعم الكسائي أن عليًّا قرأ بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فهو مخاطبة.
ومن قرأ بالياء فللغيبة.
وحذف من هذه السورة ياءَان (فَكَيْفَ كانَ نَكِير)، و (كَيْفَ نَذِير).
وأثبتهما يعقوب في الوصل والوقف.