وكقوله
خشنت عليه أخت بني خشين...
وكقوله

ألا لا يمد الدهر كفا بسيئ إلى مجتدى نصر فتقطع من الزند
وقال في وصف المطايا
لو كان كلفها عبيد حاجة يوما لزنى شدقما وجديلا
وكقوله
فضربت الشتاء في أخدعيه ضربة غادرته عودا ركوبا
فهذا وما أشبهه إنما يحدث من غلوه في محبة الصنعة حتى يعميه عن وجه الصواب وربما أسرف في المطابق والمجانس ووجوه البديع من الاستعارة وغيرها حتى استثقل نظمه واستوخم رصفه وكان التكلف باردا والتصرف جامدا وربما اتفق مع ذلك في كلامه النادر المليح كما يتفق البارد القبيح
وأما البحتري فإنه لا يرى في التجنيس ما يراه أبو تمام ويقل التصنع له فإذا وقع في كلامه كان في الأكثر حسنا رشيقا وظريفا جميلا وتصنعه


الصفحة التالية
Icon