ومنهم من رأى أن أحسن الشعر ما كان أكثر صنعة وألطف تعملا وان يتخير الألفاظ الرشيقة للمعاني البديعية والقوافي الواقعة كمذهب البحتري وعلى ما وصفه عن بعض الكتاب في قوله
في نظام من البلاغة ما شكك... امرؤ انه نظام فريد
وبديع كأن الزهر الضاحك... في رونق الربيع الجديد
حزن مستعمل الكلام اختبارا... وتجنبن ظلمة التعقيد
وركبن اللفظ القريب فأدركن... به غاية المراد البعيد
كالعذارى غدون في الحلل البيض... إذا رحن في الخطوط السود
ويرون أن من تعدى هذا كان سالكا مسلكا عاميا ولم يروه شاعرا ولا مصيبا
وفيما كتب إلى الحسن بن عبد الله أبو احمد العسكري قال أخبرني محمد بن يحيى قال أخبرني عبد الله بن الحسين قال قال لي البحتري
دعاني علي بن الجهم فمضيت إليه فأفضنا في أشعار المحدثين إلى أن ذكرنا شعر أشجع السلمي فقال لى إنه يخلى وأعادها مرات ولم أفهمها وأنفت أن أسأله عن معناها فلما انصرفت أفكرت في الكلمة ونظرت في شعره فإذا هو ربما مرت له الأبيات مغسولة ليس فيها بيت رائع