إذا قامتا تضوع المسك منهما نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
أنت لا تشك في أن البيت الأول قليل الفائدة ليس له مع ذلك بهجة فقد يكون الكلام مصنوع اللفظ وإن كان منزوع المعنى وأما البيت الثاني فوجه التكلف فيه قوله
إذا قامتا تضوع المسك منهما...
ولو أراد أن يجود أفاد أن بهما طيبا على كل حال فأما في حال القيام فقط فذلك تقصير
ثم فيه خلل آخر لأنه بعد أن شبه عرفها بالمسك شبه ذلك بنسيم القرنفل وذكر ذلك بعد ذكر المسك نقص
وقوله نسيم الصبا في تقدير المنقطع عن المصراع الأول لم يصله به وصل مثله
وقوله
ففاضت دموع العين مني صبابة على النحر حتى بل دمعي محملي
ألا رب يوم لك منهن صالح ولا سيما يوم بدارة جلجل
قوله ففاضت دموع العين ثم استعانته بقوله مني استعانة ضعيفة عند المتأخرين في الصنعة وهو حشو غير مليح ولا بديع
وقوله على النحر حشو آخر لان قوله بل دمعي محملي يغني عنه ويدل عليه وليس بحشو حسن ثم قوله حتى بل محملي إعادة ذكره الدمع حشو آخر وكان يكفيه أن يقول حتى بلت محملي فاحتاج لإقامة الوزن إلى هذا كله
ثم تقديره انه قد أفرط في إفاضة الدمع حتى بل محمله تفريط
والإيجاز بالقصر كقوله ولكم في القصاص حياة
وقوله يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو
وقوله إنما بغيكم على أنفسكم
وقوله ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
والإطناب فيه بلاغة فأما التطويل ففيه عن
وأما التشبيه فهو العقد على أن أحد الشيئين يسد مسد الآخر في


الصفحة التالية
Icon