القرآن خلق الإنسان علمه البيان
ونقيضه العي ومنه قيل أعيا من باقل سئل عن ظبية في يده بكم اشتراها فأراد أن يقول بأحد عشر فأشار بيديه مادا أصابعه العشر ثم أدلع لسانه فأفلتت الظبية من يده
ثم البيان على مراتب
قلنا قد كنا حكينا أن من الناس من يريد أن يأخذ إعجاز القرآن من وجوه البلاغة التي ذكرنا أنها تسمى البديع في أول الكتاب مما مضت أمثلته في الشعر
ومن الناس من زعم انه يأخذ ذلك من هذه الوجوه التي عددناها في هذا الفصل
واعلم أن الذي بيناه قبل هذا وذهبنا إليه هو سديد وهو أن هذه الأمور تنقسم
فمنها ما يمكن الوقوع عليه والتعمل له ويدرك بالتعلم فما كان كذلك فلا سبيل إلى معرفة إعجاز القران به
وأما ما لا سبيل إليه بالتعلم والتعمل من البلاغات فذلك هو الذي يدل على إعجازه ونحن نضرب لذلك أمثلة لتقف على ما ذهبنا إليه
وذكرنا في هذا الفصل عن هذا القائل أن التشبيه تعرف به البلاغة وذلك مسلم ولكن إن قلنا ما وقع من التشبيه في القرآن معجز - عرض علينا


الصفحة التالية
Icon