وكقول أبي تمام

لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه لخر يلثم منه موطئ القدم
وكقول البحتري
ولو أن مشتاقا تكلف فوق ما في وسعه لمشى إليك المنبر
ومن هذا الجنس في القرآن يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد
وقوله إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا
وقوله تكاد تميز من الغيظ
ومما يعدونه من البديع المماثلة وهو ضرب من الاستعارة سماه قدامة التميثل وهو على العكس الإرداف لان الإرداف مبني على الإسهاب والبسط وهو مبني على الإيجاز والجمع
وذلك أن يقصد الإشارة إلى معنى فيضع ألفاظا تدل عليه وذلك المعنى بألفاظه مثال للمعنى الذي قصد الإشارة إليه
نظيره من المنثور أن يزيد بن الوليد بلغه أن مروان بن محمد يتلكأ عن بيعته فكتب إليه أما بعد فإني أراك تقدم رجلا وتؤخر أخرى فاعتمد على أيتهما شئت
وكنحو ما كتب به الحجاح إلى المهلب فإن أنت فعلت ذاك وإلا أشرعت إليك الرمح فأجابه المهلب فإن أشرع الأمير الرمح قلبت إليه ظهر المجن


الصفحة التالية
Icon