ومن ذلك قول أبي تمام

يمدون من أيد عواص عواصم تصول بأسياف قواض قواضب
وأبو نواس يقصد في مصراعي مقدمات شعره هذا الباب كقوله
ألا دارها بالماء حتى تلينها فلن تكرم الصهباء حتى تهينها
وكذلك قوله
ديار نوار ما ديار نوار كسونك شجوا هن منه عوار
وكقول ابن المعتز
سأتني على عهد المطيرة والقصر وأدعو لها بالساكنين وبالقطر
وكقوله أيضا
هي الدار إلا أنها منهم قفر وأنى بها ثاو وأنهم سفر
وكقوله
للأماني حديث قد يقر ويسوء الدهر من قد يسر
وكقول المتنبي
وقد أراني المشيب الروح في بدني وقد أراني المشي الروح في بدلي
وقد قيل إن من هذا القبيل قوله عز و جل خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون وقوله قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه
ويعدون من البديع المقابلة وهي أن يوفق بين معان ونظائرها والمضاد بضده وذلك مثل قول النابغة الجعدي


الصفحة التالية
Icon