وكقول الخنساء
| وما بلغت كف امرئ متناول | بها المجد إلا حيثما نلت أطول |
| وما بلغ المهدون في القول مدحة | وإن أطنبوا إلا الذي فيك أفضل |
وقول الآخر
| له همم لا منتهى لكبارها | وهمته الصغرى أجل من الدهر |
| له راحة لو أن معشار جودها | على البر صار البر أندى من البحر |
ويرون من البديع الإيغال في الشعر خاصة فلا يطلب مثله في القرآن إلا في الفواصل كقول امريء القيس
| كأن عيون الوحش حول خبائنا | وأرحلنا الجزع الذي لم يثقب |
فقد أوغل بالقافية في الوصف وأكد التشبيه بها والمعنى قد يستقل دونها
ومن البديع عندهم التوشيح وهو أن يشهد أول البيت بقافيته وأول الكلام بآخره كقول البحتري
| فليس الذي حللته بمحلل | وليس الذي حرمته بحرام |
ومثله في القرآن فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه إن الله غفور رحيم