إن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه و سلم قل ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا فقالها فقال جبريل قد فعل قال قل كذا وكذا فيقولها فيقول جبريل قد فعل إلى آخر السورة وتظاهرت بهذا المعنى أحاديث وروى أبو مسعود عقبة ابن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه يعني من قيام الليل قال صاحب سلاح المؤمن هذا الحديث رواه الجماعة يعني الستة ومعنى كفتاه اجزتاه عن قيام الليل وقيل كفتاه من كل شيطان فلا يقربه ليلته وقيل كفتاه ما يكون من الآفات تلك الليلة وقيل معناه حسبه بهما فضلا وأجرا ويحتمل الجميع والله أعلم ا ه من سلاح المؤمن وقال علي رضي الله عنه ما أظن أحدا عقل وأدرك الإسلام ينام حتى يقرأهما وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه و سلم قال أوتيت هؤلاء الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يؤتهن أحد قبلي كمل تفسير سورة البقرة والحمد لله
سورة آل عمران بسم الله الرحمن الرحيم
هذه السورة مدنية بإجماع في ما علمت قوله جلت قدرته ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم الابرع في نظم الآية أن يكون الله لا إله إلا هو الحي القيوم كلاما مبتدأ جزما جملة رادة على نصارى نجران الذين وفدوا على النبي صلى الله عليه و سلم فحاجوه في عيسى ابن مريم وقالوا أنه الله على ما هو معلوم في السير فنزل فيهم صدر هذه السورة إلى نيف وثمانين آية منها إلى أن دعاهم صلى الله عليه و سلم إلى الابتهال وقد تقدم تفسير قوله الحي القيوم في آية الكرسي والآية هناك اخبار لجميع الناس وكررت هنا إخبارا يح هؤلاء النصارى ويرد عليهم إذ هذه الصفات لا يمكنهم ادعاؤها لعيسى عليه السلام لأنهم إذ يقولون أنه


الصفحة التالية
Icon