ذريتكم وتسرون بأن يحسن إليهم فكذلك فسددوا القول في جهة اليتامى والمساكين قال ع والقولان لا يطردان في كل الناس بل الناس صنفان يصلح لأحدهما القول الواحد وللآخر القول الثاني وذلك أن الرجل إذا ترك ورثة اغنياء حسن ان يندب الى الوصية ويحمل على ان يقدم لنفسه واذا ترك ورثة ضعفاء مقلين حسن أن يندب إلى الترك لهم والاحتياط فإن اجره في قصد ذلك كأجره في المساكين فالمراعي إنما هو الضعف فيجب أن يمال معه وقال ابن عباس أيضا المراد بالآية ولاة الأيتام فالمعنى أحسنوا إليهم وسددوا القول لهم واتقوا الله في أكل أموالهم كما تخافون على ذريتكم أن يفعل بهم خلاف ذلك وقالت فرقة بل المراد جميع الناس فالمعنى أمرهم بالتقوى في الأيتام وأولاد الناس والتسديد لهم في القول وإن لم يكونوا في حجورهم كما يريد كل أحد أن يفعل بولده بعده والسديد معناه المصيب للحق وقوله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما الآية أكثر الناس أن الآية نزلت في الأوصياء الذين يأكلون ما لم يبح لهم من أموال اليتامى وهي تتناول كل أكل وإن لم يكن وصيا وورد في هذا الوعيد أحاديث منها حديث أبي سعيد الخدري قال حدثنا النبي صلى الله عليه و سلم عن ليلة أسري به قال رأيت قوما لهم مشافر كمشافر الإبل وقد وكل بهم من يأخذ بمشافرهم ثم يجعل في أفواههم صخرا من نار تخرج من أسافلهم قلت يا جبريل من هؤلاء قال هم الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما قلت تأمل رحمك الله صدر هذه السورة معظمة إنما هو في شأن الأجوفين بالبطن والفرج مع اللسان وهما المهلكان وأعظم الجوارح آفة وجناية علىالإنسان وقد روينا عن مالك في الموطإ عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال من وقاه الله شر اثنتين ولج الجنة ما بين لحييه وما بين رجليه