الله خيرهم لصاحبه وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره انتهى من صفوة التصوف وفي الحديث الصحيح عن ابن عمر قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ما زال جبريل يوصينى بالجار حتى ظننت انه سيورثه اخرجه البخاري واخرجه ايضا من طريق عائشة رضي الله عنها انتهى وابن السبيل المسافر وسمي ابنه للزومه له وما ملكت ايمانكم هم العبيد الارقاء قال ابن العربي في احكامه وقد أمر الله سبحانه بالرفق بهم والاحسان اليهم وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال اخوانكم ملككم الله رقابهم فاطعموهم مما تأكلون واكسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم من العمل ما لا يطيقون فان كلفتموهم فاعينوهم انتهى ونفى سبحانه محبته عن من صفته الخيلاء والفخر وذلك ضرب من التوعد يقال خال الرجل يخول خولا إذا تكبر واعجب بنفسه وخص سبحانه هاتين الصفتين هنا إذ مقتضاهما العجب والزهو وذلك هوالحامل على الاخلال بالاصناف الذين تقدم أمر الله بالاحسان اليهم وقوله تعالى الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل الآية قالت فرقة الذين في موضع نصب بدل من من في قوله من كان مختالا ومعناه على هذا يبخلون بأموالهم ويأمرون الناس يعنى اخوانهم ومن هو مظنة طاعتهم بالبخل بالاموال أن تنفق في شيء من وجوه الاحسان إلى من ذكر ويكتمون ما أتاهم الله من فضله يعنى من الرزق والمال فالآية اذن في المؤمنين أي وأما الكافرون فأعد لهم عذابا مهينا وروي أن الآية نزلت في احبار اليهود بالمدينة إذ كتموا أمر النبي صلى الله عليه و سلم وبخلوا به والتوعد بالعذاب المهين لهم واعتدنا معناه يسرنا واحضرنا والعتيد الحاضر والمهين الذي يقترن به خزي وذل وهو انكى واشد على المعذب وقوله تعالى والذين ينفقون اموالهم رئاء الناس الآية الذين في موضع رفع على القطع والخبر محذوف وتقديره بعد اليوم الآخر معذبون والصحيح الذي عليه


الصفحة التالية
Icon