جاءت هذه الآية بالوعيد النص لهم بلفظ جلي عام لهم ولغيرهم ممن فعل فعلهم من الكفرة واختلف في معنى تبديل الجلود فقالت فرقة تبدل عليهم جلود اغيار إذ نفوسهم هي المعذبة والجلود لا تألم في ذاتها وقالت فرقة تبديل الجلود هو إعادة ذلك الجلد بعينه الذي كان في الدنيا إنما سماه تبديلا لأن أوصافه تتغير قال الحسن بن أبي الحسن تبدل عليهم في اليوم سبعين ألف مرة عافانا الله من عذابه برحمته ولما ذكر سبحانه وعيد الكفار عقب بوعد المؤمنين بالجنة على الإيمان والأعمال الصالحة وظليلا معناه عند بعضهم يقي الحر والبرد ويصح ان يريد أنه ظل لا يستحيل ولا يتنقل وصح وصفه بظليل لامتداده فقد قال صلى الله عليه و سلم ان في الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر في ظلها مائة سنة ما يقطعها ورأيت لبعضهم ما نصه وذكر الطبري في كتابه قال لما خلق الله عز و جل الجنة قال لها امتدي فقالت يا رب كم وإلى كم فقال لها امتدي مائة ألف سنة فامتدت ثم قال لها امتدي فقالت يا رب كم وإلى كم فقال امتدي مائة ألف سنة فامتدت ثم قال لها امتدي فقالت يا رب كم وإلى كم فقال لها امتدي مقدار رحمتي فامتدت فهي تمتد ابد الآبدين فليس للجنة طرف كما أنه ليس لرحمة الله طرف انتهى فهذا لا يعلم إلا من جهة السمع فهو مما اطلع عليه الطبري وهو إمام حافظ محدث ثقة قاله الخطيب أحمد بن علي بن ثابت وقوله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها الآية قال ابن جريج وغيره الآية خطاب للنبي صلى الله عليه و سلم في أمر مفتاح الكعبة حين أخذه من عثمان بن طلحة ومن ابن عمه شيبة فطلبه العباس بن عبد المطلب ليضيف السدانة إلى السقاية دخل البني صلى الله عليه و سلم الكعبة وكسر ما كان فيها من الأوثان وأخرج مقام إبراهيم ونزل عليه جبريل بهذه الآية قال عمر بن الخطاب