ذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الذكر المأمور به إنما هو أثر صلاة الخوف على حد ما أمروا عند قضاء المناسك بذكر الله فهو ذكر باللسان والطمانينة في الآية سكون النفوس من الخوف وقال بعض المتأولين المعنى فإذا رجعتم من سفركم إلى الحضر فاقيموها تامة أربعا وقوله تعالى كتابا موقوتا معناه منجما في أوقات هذا ظاهر اللفظ وروي عن ابن عباس ان المعنى فرضا مفروضا فهما لفظان بمعنى واحد كرر مبالغة وقوله تعالى ولا تهنوا في ابتغاء القوم أي لا تلينوا وتضعفوا يقال حبل واهن أي ضعيف ومنه وهن العظم وأبتغاء القوم طلبهم وهذا تشجيع لنفوس المؤمنين وتحقير لأمر الكفرة ثم تأكد التشجيع بقوله وترجون من الله ما لا يرجون وهذا برهان بين ينبغى بحسبه ان تقوى نفوس المؤمنين وباقى الآية بين وقوله تعالى أنا أنزلنا اليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله الآية في هذا الآية تشريف للنبي صلى الله عليه و سلم وتفويض اليه وتقويم أيضا على الجادة في الحكم وتأنيب ما على قبول ما رفع اليه في أمر بنى ابيرق بسرعة وقوله تعالى بما أراك الله معناه على قوانين الشرع أما بوحي ونص أو نظر جار على سنن الوحي وقد تضمن الله تعالى لانبيائه العصمة وقوله تعالى ولا تكن للخائنين خصيما قال الهروي خصيما أي مخاصما ولا دافعا انتهى قال ع سببها باتفاق من المتأولين أمر بنى ابيرق وكانوا أخوة بشر وبشير ومبشر وطعيمة وكان بشير رجلا منافقا يهجو اصحاب النبي صلى الله عليه و سلم وينحل الشعر لغيره فكان المسلمون يقولون والله ما هو إلا شعر الخبيث فقال شعرا يتنصل فيه فمنه قوله... افي كل ما قال الرجال قصيدة... نحلت وقالوا ابن الأبيرق قالها...
قال قتادة بن النعمان وكان بنو ابيرق أهل فاقة فابتاع عمى رفاعة بن زيد