قربوا من حاشيتها فحينئذ يريدون الخروج ويطمعون به وتأول هو وغيره الآية على هذا قلت ويؤيده ما خرجه البخاري في رؤية النبي صلى الله عليه و سلم حيث أتاه ءاتيان فأخذا بيده وفيه فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر في فيه وفيه أيضا فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله وساع تتوقد تحته نار فإذا اقترب ارتفعوا فإذا خمدت رجعوا فيها وفيها رجال نساء عراة فقلت ما هذا فقالا أنطلق الحديث وأخبر سبحانه عن هؤلاء الكفار أنهم ليسوا بخارجين من النار بل عذابهم فيها مقيم مؤبد وقوله سبحانه والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما الآية قلت المسروق مال أو غيره فشرط المال أن يكون نصابا بعد خروجه مملوكا لغير السارق ملكا محترما تاما لا شبهة له فيه محرزا مخرجا منه إلى ما ليس بحرز له استسرارا فالنصاب ربع دينار أو ثلاثة دراهم أو ما يساوي ثلاثة دراهم وقوله أيديهما يعني أيمان النوعين والنكال العذاب والنكل القيد وقوله سبحانه فمن تاب من بعد ظلمه وأصلح فإن الله يتوب عليه الآية جمهور العلماء على أن توبة السارق لا تسقط عنه القطع وقال الشافعي إذا تاب السارق قبل أن يتلبس الحكام بأخذه فتوبته تدفع عنه حكم القطع قياسا على توبة المحارب وقوله سبحانه ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض يعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء أي فلا معقب لحكمه سبحانه ولا معترض عليه يفعل ما يشاء لا إله إلا هو وقوله تعالى يا أيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر الآية تسلية لنبيه عليه السلام وتقوية لنفسه بسبب ما كان يلقى من طوائف المنافقين واليهود والمعنى قد وعدناك النصر والظهور عليهم فلا يحزنك ما يقع منهم ومعنى المسارعة في الكفر البدار إلى نصره والسعي في كيد الإسلام وإطفاء نوره قال مجاهد وغيره قوله تعالى من الذين قالوا ءامنا


الصفحة التالية
Icon