ابن مسعود أذلة على المؤمنين غلظاء على الكافرين وقوله تعالى ولا يخافون لومة لائم إشارة إلى الرد على المنافقين في أنهم يعتذرون بممالاة الأحلاف والمعارف من الكفار ويراعون أمرهم قلت وخرج أبو بكر بن الخطيب بسنده على أبي ذر قال أوصاني النبي صلى الله عليه و سلم بسبع أوصاني أن أنظر إلى من هو دوني ولا أنظر إلى من هو فوقي يعني في شأن الدنيا وأوصاني بحب المساكين والدنو منهم وأوصاني أن أقول الحق وإن كان مرا وأوصاني أن أصل رحمي وإن أدبرت وأوصاني أن لا أخاف في الله لومة لائم وأوصاني أن لا اسأل الناس شيئا وأوصاني أن استكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله انتهى وقوله سبحانه ذلك فضل الله الإشارة بذلك إلى كون القوم يحبون الله عز و جل ويحبهم وواسع معناه ذو سعة فيما يملك ويعطي وينعم به سبحانه وقوله تعالى إنما وليكم الله ورسوله الآية إنما في هذه الآية حاصرة وقرأ ابن مسعود إنما مولاكم الله والزكاة هنا لفظ عام للزكاة المفروضة والتطوع بالصدقة ولكل أفعال البر إذ هي منمية للحسنات مطهرة للمرء من دنس السيئات ثم وصفهم سبحانه بتكثير الركوع وخص بالذكر لكونه من أعظم أركان الصلاة وهي هيئة تواضع فعبر به عن جميع الصلاة كما قال سبحانه والركع السجود هذا هو الصحيح وهو تأويل الجمهور ولكن انفق مع ذلك أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أعطى خاتمه وهو راكع قال السدي وإن اتفق ذلك لعلي فالآية عامة في جميع المؤمنين ثم أخبر تعالى إن من يتولى الله ورسوله والمؤمنين فإنه غالب كل من ناواه وجاءت العبارة عامة في أن حزب الله هم الغالبون ثم نهى سبحانه المؤمنين عن اتخاذ الذين اتخذوا ديننا هزؤا ولعبا وقد ثبت استهزاء الكفار في قوله سبحانه انا كفيناك المستهزءين وثبت استهزاء أهل الكتاب في لفظ هذه


الصفحة التالية
Icon