أو غير ذلك من تشططهم المحفوظ في هذا ثم أمر عليه السلام بالرد عليهم بأن الله عز و جل قادر على ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون أنها لو نزلت ولم يؤمنوا لعوجلوا بالعذاب ويحتمل ولكن أكثرهم لا يعلمون أنه سبحانه إنما جعل الإنذار في ءايات معرضة للنظر والتأمل ليهتدي قوم ويضل آخرون وقوله سبحانه وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم المعنى في هذه الآية التنبيه على ءايات الله الموجودة في أنواع مخلوقاته المنصوبة لمن فكر واعتبر كالدواب والطير ويدخل في هذين جميع الحيوان وهي أمم أي جماعات مماثلة للناس في الخلق والرزق والحياة والموت والحشر ويحتمل أن يريد بالمماثلة في كونها أمما لا غير إلا أن الفائدة في هذه الآية بأن تكون المماثلة في أوصاف غير كونها أمما قال الطبري وغيره والمماثلة في أنها يهتبل بأعمالها وتحاسب ويقتص لبعضها من بعض على ما روي في الأحاديث أي فإذا كان هذا يفعل بالبهائم فأنتم أحرى إذ أنتم مكلفون عقلاء وروي أبو ذر أنه انتطحت عنزان بحضرة النبي صلى الله عليه و سلم فقال أتعلمون فيما انتطحتا قلنا لا قال فإن الله يعلم وسيقضى بينهما وقال مكي المماثلة في أنها تعرف الله وتعبده وقوله بجناحيه تأكيد وبيان وإزالة للاستعارة المتعاهدة في هذه اللفظة إذ يقال طائر السعد والنحس وقال تعالى الزمناه طائره في عنقه ويقال طار لفلان طائر كذا أي سهمه في المقسمات فقوله تعالى بجناحيه إخراج للطائر عن هذا كله وقوله سبحانه ما فرطنا في الكتاب من شيء التفريط التقصير في الشيء مع القدرة على ترك التقصير قال أبو حيان أصل فرطنا أن يتعدى بفى ثم يضمن معنى أغفلنا فيتعدى إلى مفعول به وهو هنا كذلك فيكون من شيء في موضع المفعول به انتهى والكتاب القرآن وهو الذي يقتضيه نظام المعنى في هذه الآيات وقيل اللوح المحفوظ ومن شيء


الصفحة التالية
Icon