الجهالة ان لا يعلم حلالا من حرام ومن جهالته أن يركب الأمر قلت أي يتعمده ومن الجهالة التي لا تضاد العلم قوله صلى الله عليه و سلم في استعاذته أو أجهل أو يجهل علي ومنها قول الشاعر... ألا لا يجهلن أحد علينا... فنجهل فوق جهل الجاهلينا...
قال الفخر قال الحسن كل من عمل معصية فهو جاهل فقيل المعنى أنه جاهل بمقدار ما فاته من الثواب وما استحقه من العقاب قلت وأيضا فهو جاهل بقدر من عصاه انتهى والإشارة بقوله تعالى وكذلك نفصل الآيات إلى ما تقدم من النهي عن طرد المؤمنين وبيان فساد منزع العارضين لذلك وتفصيل الآيات تبيينها وشرحها وإظهارها قلت ومما يناسب هذا المحل ذكر شيء مما ورد في فصل المصافحة وقد اسند أبو عمر في التمهيد عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه وعلقمة أنهما قالا من تمام التحية المصافحة وروى مالك في الموطأ عن عطاء الخرساني قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تصافحوا يذهب الغل وتهادوا تحابوا وتذهب الشحناء قال أبوعمر في التمهيد هذا الحديث يتصل من وجوه شتى حسان كلها ثم اسند أبو عمر من طريق أبي داود وغيره عن البراء قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ثم أسند أبو عمر عن البراء بن عازب قال لقيت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ بيدي فقلت يا رسول الله إن كنت لاحسب أن المصافحة للعجم فقال نحن أحق بالمصافحة منهم ما من مسلمين يلتقيان فيأخذ أحدهما بيد صاحبه مودة بينهما ونصيحة إلا القيت ذنوبهما بينهما وأسند أبو عمر عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا التقى المسلمان فتصافحا انزل الله عليهما مائة رحمة تسعون منها للذي بدأ