التي هي خشب وحجارة أحرى أن يبين ذلك فيها ويعضد عندي هذا التأويل قوله إني بريء مما تشكرون قلت وإلى ترجيح هذا أشار عياض في الشفا قال وذهب معظم الحذاق من العلماء والمفسرين إلى أن إبراهيم إنما قال ذلك مبكتا لقومه مستدلا عليهم قال ع ومثل لهم بهذه الأمور لأنهم كانوا أصحاب علم نجوم ونظر في الأفلاك وهذا الأمر كله إنما وقع في ليلة واحدة رأى الكوكب وهو الزهرة في قول قتادة وقال السدي هو المشتري جانحا إلى الغروب فلما أفل بزغ القمر وهو أول طلوعه فسرى الليل أجمع فلما بزغت الشمس زال ضوء القمر قبلها لإتنشار الصباح وخفي نوره ودنا أيضا من مغربه فسمي ذلك افولا لقربه من الأفوال التام على تجوز في التسمية وهذا الترتيب يستقيم في الليلة الخامسة عشر من الشهر إلى ليلة عشرين وليس يترتب في ليلة واحدة في واحد أهل التفسير إلا في هذه الليالي وبذلك يصح التجوز في افول القمر وافل في كلام العرب معناه غاب وقيل معناه ذهب وهذا خلاف في العبارة فقط والبزوغ في هذه الأنوار أول الطلوع وما في كون هذا الترتيب في ليلة من التجوز في أفول القمر لأن أفوله لو قدرناه مغيبه لكان ذلك عبد بزوغ الشمس وجميع ما قلناه يعطيه الاعتبار ويهدني يرشدني وهذا اللفظ يؤيد قول من قال أن القصة في حال الصغر والقوم الضالون هنا عبدة المخلوقات كالأصنام وغيرها ولما افلت الشمس لم ببق شيء يمثل لهم به فظهرت حجته وقوي بذلك على منابذتهم والتبري من أشراكهم وقوله إني بريء مما تشركون يؤيد قول من قال ان القصة في حال الكبر والتكليف ووجهت وجهي أي اقبلت بقصدي وعبادتي وتوحيدي وإيماني للذي فطر السموات والأرض أي اخترعها وحنيفا أي مستقيما والحنف الميل فكانه مال عن كل جهة إلى القوام وقوله تعالى وحاجة قومه قال


الصفحة التالية
Icon