وجهه وطلب رضاه وفي إعلان النبي صلى الله عليه و سلم بهذه المقالة ما يلزم المؤمنين التأسي به حتى يلتزموا في جميع أعمالهم قصد وجه الله عز و جل ويحتمل أن يريد بهذه المقالة أن صلاته ونسكه وحياته ومماته بيد الله عز و جل والله يصرفه في جميع ذلك كيف شاء سبحانه ويكون قوله وبذلك أمرت على هذا التأويل راجعا إلى قوله لا شريك له فقط أو راجعا إلى القول وعلى التأويل الأول يرجع إلى جميع ما ذكر من صلاة وغيرها وقالت فرقة النسك في هذه الآية الذبائح قال ع ويحسن تخصيص الذبيحة بالذكر في هذه الآية أنها نازلة قد تقدم ذكرها والجدل فيها في السورة وقالت فرقة النسك في هذه الاية جميع أعمال الطاعات من قولك نسك فلان فهو ناسك إذا تعبد وقرأ السبعة سوى نافع ومحياي بفتح الياء وقرأ نافع وحده ومحياي بسكون الياء قال أبو حيان وفيه جمع بين ساكنين وسوغ ذلك ما في الألف من المد القائم مقام الحركة انتهى وقوله وأنا أول المسلمين أي من هذه الأمة وقوله سبحانه قل أغير الله ابغي ربا وهو رب كل شيء الاية حكى النقاش أنه روي أن الكفار قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم ارجع يا محمد إلى ديننا واعبد آلهتنا واترك ما أنت عليه ونحن نتكفل لك بكل تباعة تتوقعها في دنياك وآخرتك فنزلت هذه الآية وهي استفهام يقتضي التوبيخ لهم وابغي معناه أطلب فكأنه قال أفيحسن عندكم أن اطلب إلها غير الله الذي هو رب كل شيء وما ذكرتم من كفالتكم باطل ليس الأمر كما تظنون فلا تكسب كل نفس من الشر والإثم إلا عليها وحدها ولا تزر أي تحمل وازرة أي حاملة حمل أخرى وثقلها والوزر أصله الثقل ثم استعمل في الإثم تجوزا واستعارة ثم إلى ربكم مرجعكم تهديد ووعيد وقوله فينبئكم بما كنتم فيه