قليلا فأخبر بذلك أصحابه فقويت نفوسهم وحرصوا على اللقاء قاله مجاهد وغيره والظاهر أنه رآهم صلى الله عليه و سلم في نومه قليلا قدرهم وبأسهم ويحتمل أنه رآهم قليلا عددهم فكان تأويل رؤياه انهزامهم والفشل الخور عن الأمر ولتنازعتم أي لتخالفتم في الأمر يريد في اللقاء والحرب وسلم لفظ يعم كل متخوف
وقوله سبحانه وإذ يريكموهم إذ التقيتم الآية وهذه الرؤية هي في اليقظة بإجماع وهي الرؤية التي كانت حين التقوا ووقعت العين على العين والمعنى أن الله تعالى لما أراده من انفاذ قضائه في نصرة الإسلام وإظهار دينه قلل كل طائفة في عيون الأخرى فوقع الخلل في التخمين والحزر الذي يستعمله الناس في هذا لتجسر كل طائفة على الأخرى وتتسبب أسباب الحرب والأمر المفعول المذكور في الآيتين هو القصة بأجمعها
وقوله وإلى الله ترجع الأمور تنبيه على أن الحول بأجمعه لله وإن كل أمر فله وإليه
وقوله سبحانه يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فأثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا الآية هذا أمر من الله سبحانه بما فيه داعية النصر وسبب العز وهي وصية منه سبحانه بحسب التقييد الي في آية الضعف والفئة الجماعة أصلها فئوة وهي من فأوت أي جمعت ثم أمر سبحانه بإكثار ذكره هنالك إذ هو عصمة المستنجد ووزر المستعين قال قتادة افترض الله ذكره عند اشغل ما يكون عند الضراب والسيوف قال ع وهذا ذكر خفي لان رفع الصوت في موطن القتال رديء مكروه إذا كان الغاطا فأما إن كان من الجميع عند الحملة فحسن فات في عضد العدو قال قيس بن عباد كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يكرهون الصوت عند ثلاث عند قراءة القرآن وعند الجنازة وعند القتال وقال النبي صلى الله عليه و سلم أطلبوا إجابة الدعاء عند القتال وإقامة الصلاة ونزول الغيث وقال ابن