من يشاء ليست جزاء على قتال الكفار انتهى
وقوله عز و جل أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم الآية خطاب للمؤمنين كقوله أم حسبتم أن تدخلوا الجنة الآية ومعنى الآية اظننتم أن تتركوا دون اختبار وامتحان والمراد بقوله ولما يعلم الله أي لم يعلم الله ذلك موجودا كما علمه ازلا بشرط الوجود وليس يحدث له علم تبارك وتعالى عن ذلك ووليجة معناه بطانة ودخيلة وهو مأخوذ من الولوج فالمعنى أمر باطنا مما ينكر وفي الآية طعن على المنافقين الذين اتخذوا الولائج قال الفخر قال أبو عبيدة كل شيء أدخلته في شيء ليس منه فهو وليجة وأصله من الولوج قال الواحدي يقال هو وليجة للواحد والجمع انتهى
وقوله سبحانه ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله إلى قوله إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله الآية لفظ هذه الآية الخبر وفي ضمنها أمر المؤمنين بعمارة المساجد وروى أبو سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه و سلم قال إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان ت زاد ابن الخطيب في روايته فإن الله تعالى يقول إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر انتهى من ترجمة محمد بن عبد الله وفي الحديث عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال أن الله ضمن لمن كانت المساجد بيته الأمن والأمان والجواز على الصراط يوم القيامة خرجه علي بن عبد العزيز البغوي في المسند المنتخب له وروى البغوي أيضا في هذا المسند عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال إذا أوطن الرجل المساجد بالصلاة والذكر تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب لغائبهم إذا قدم عليهم انتهى من الكوكب الدري قيل ومعنى يتبشبش أي يفرح به
وقوله سبحانه ولم يخش إلا الله يريد خشية التعظيم والعبادة وهذه مرتبة العدل من الناس ولا محالة أن الإنسان يخشى غيره ويخشى المحاذير الدنياوية وينبغي أن يخشى في ذلك كله قضاء الله وتصريفه
وقوله


الصفحة التالية
Icon