المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يريد في الحكم والمنزلة في الكفر ولما تقدم قبل وما هم منكم حسن هذا الإخبار ويقبضون أيديهم أي عن الصدقة وفعل الخير نسوا الله أي تركوه حين تركوا اتباع نبيه وشرعه فنسيهم أي فتركهم حين لم يهدهم والكفار في الآية المعلنون
وقوله هي حسبهم أي كافيتهم
وقوله تعالى كالذين من قبلكم أي انتم أيها المنافقون كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة فعصوا فأهلكوا فأنتم أولى بالإهلاك لمعصيتكم وضعفكم والخلاق الحظ من القدر والدين وجميع حال المرء فخلاق المرء الشيء الذي هو به خليق والمعنى عجلوا حظهم في دنياهم وتركوا الآخرة فاتبعتموهم أنتم
اولائك حبطت اعمالهم في الدنيا والآخرة المعنى وأنتم أيضا كذلك ويحتمل أن يريد بأولئك المنافقين
وقوله سبحانه ألم يأتهم نبأ الذين من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود الآية المعنى ألم يأت هؤلاء المنافقين خبر الأمم السالفة التي عصت الله بتكذيب رسله فأهلكها
وقوم إبراهيم نمرود وأصحابه وإتباع دولته
وأصحاب مدين قوم شعيب
والمؤتفكات أهل القرى الأربعة أو السبعة التي بعث اليهم لوط عليه السلام ومعنى المؤتفكات المنصرفات والمنقلبات أفكت فائتفكت لأنها جعل عاليها سافلها ولفظ البخاري المؤتفكات والمنقلبات أفكت فأئتفكت لأنها جعل عاليها سافلها ولفظ البخاري المؤتفكات ائتفكت انقلبت بهم الأرض انتهى والضمير في أتتهم رسلهم عائد على هذه الأمم المذكورة ثم عقب سبحانه بذكر المؤمنين وما من به عليهم من حسن الأعمال ترغيبا وتنشيطا لمبادرة ما به أمر لطفا منه بعباده سبحانه لا رب غيره ولا خير إلا خيره
وقوله سبحانه ويقيمون الصلوة قال ابن عباس هي الصلوات الخمس قال ع وبحسب هذا تكون الزكاة هي المفروضة والمدح عندي بالنوافل أبلغ إذ من يقيم النوافل أحرى بإقامة الفرض والسين في قوله سيرحمهم مدخلة في الوعد