والألوهية وإذا كان كذلك فتشريك غيره ضلال وغير حق قال ع وعبارة القرآن في سوق هذه المعاني تفوت كل تفسير براعة وإيجازا ووضوحا وحكمت هذه الآية بأنه ليس بين الحق والضلال منزلة ثالثة في هذه المسئلة التي هي توحيد الله تعالى وكذلك هو الأمر في نظائرها من مسائل الأصول التي الحق فيها في طرف واحد لأن الكلام فيها إنما في تقرير وجود ذات كيف هي وذلك بخلاف مسائل الفروع التي قال الله تعالى فيها لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا
وقوله فأنى تصرفون تقرير كما قال فأين تذهبون ثم قال كذلك حقت أي كما كانت صفات الله كما وصف وعبادته واجبة كما تقرر وانصراف هؤلاء كما قدر عليهم كذلك حقت كلمات ربك الآية وقرأ أبو عمر وغيره كلمة على الإفراد الذي يراد به الجمع كما يقال للقصيدة كلمة فعبر عن وعيد الله تعالى بكلمة
وقوله سبحانه قل هل من شركائكم من يبدؤا الخلق ثم يعيده الآية توقيف على قصور الأصنام وعجزها وتنبيه على قدرة الله عز و جل وتؤفكون معناه تصرفون وتحرمون وأرض مأفوكة إذا لم يصبها مطر فهي بمعنى الخيبة
وقوله تعالى قل هل من شركائكم من يهدى إلى الحق أي يبين طرق الصواب ثم وصف الأصنام بأنها لا تهدى إلا أن تهدى
وقوله الا أن يهدي فيه تجوز لأنا نجدها لا تهدى وإن هديت وقال بعضهم هي عبارة عن أنها لا تنتقل إلا أن تنقل ويحتمل أن يكون ما ذكر الله من تسبيح الجمادات هو اهتداؤها وقرأ نافع وأبو عمر يهدي بسكون الهاء وتشديد الدال وقرأ ابن كثير وابن عامر يهدي بفتح الياء والهاء وتشديد الدال وهذه رواية ورش عن نافع وقرأ حمزة والكسائي يهدي بفتح الياء وسكون الهاء ومعنى هذه القراءة أمن لا يهدى أحد إلا أن يهدي ذلك الأحد ووقف القراء فما لكم ثم يبدأ كيف تحكمون