الله عظم في هذه الآية جرم الافتراء أي ظنهم في غاية الرداءة بحسب سوء أفعالهم ثم ثنى بذكر الفضل على الناس في الإمهال لهم مع الافتراء والعصيان إذ الإمهال لهم داعية إلى التوبة والإنابة ثم الآية تعم جميع فضل الله سبحانه وجميع تقصير الخلق
وقوله سبحانه وما تكون في شأن الآية مقصد هذه الآية وصف إحاطة الله عز و جل بكل شيء لا رب غيره ومعنى اللفظ وما تكون يا محمد والمراد هو وغيره في شأن من جميع الشؤون وما تتلوا منه الضمير عائد على شأن أي فيه وبسببه من قرآن ويحتمل أن يعود الضمير على جميع القرآن وقال ص ضمير منه عائد على شأن ومن قرآن تفسير للضمير انتهى وهو حسن ثم عم سبحانه بقوله ولا تعملون من عمل وفي قوله سبحانه ألا كنا عليكم شهودا تحذير وتنبيه ت وهذه الآية عظيمة الموقع لأهل المراقبة تثير من قلوبهم أسرارا ويغترفون من بحر فيضها أنوارا وتفيضون معناه تأخذون وتنهضون بجد وما يعزب معناه وما يغيب عن ربك من مثال ذرة والكتاب المبين هو اللوح المحفوظ ويحتمل ما كتبته الحفظة
وقوله سبحانه ألا إن أولياء الله الآية ألا استفتاح وتنبيه وأولياء الله هم المؤمنون الذين والوه بالطاعة والعبادة وهذه الآية يعطى ظاهرها أن من آمن واتقى الله فهو داخل في أولياء الله وهذا هو الذي تقتضيه الشريعة في الولي وروي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه سئل من أولياء الله فقال الذين إذا رأيتهم ذكرت الله قال ع وهذا وصف لازم للمتقين لأنهم يخشعون ويخشعون وروي عنه صلى الله عليه و سلم أيضا أنه قال أولياء الله قوم تحابوا في الله واجتمعوا في ذاته لم تجمعهم قرابة ولا مال يتعاطونه وروي الدارقطني في سننه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال خيار عباد الله الذين إذ ارءوا ذكر الله وشر عباد الله المشاءون بالنميمة المفرقون بين الأحبة الباغون