وغير ذلك المعنى انظروا في ذلك بالواجب فهو ينهيكم إلى المعرفة بالله وبوحدانيته ثم أخبر سبحانه أن الآيات والنذر وهم الأنبياء لا تغنى إلا بمشيئته فما على هذا نافية ويجوز أن تكون استفهاما في ضمنه نفي وقوع الغنى وفي الآية على هذا توبيخ لحاضري النبي صلى الله عليه و سلم قال ص والنذر جمع نذير أما مصدر بمعنى الإنذارات وإما بمعنى منذر انتهى
وقوله سبحانه فهل ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم الآية وعيد إذا لجوا في الكفر حل بهم العذاب
وقوله سبحانه ثم ننجي رسلنا والذين ءامنوا أي عادة الله سلفت بانجاء رسله ومتبعيهم عند نزول العذاب بالكفرة كذلك حقا علينا ننج المؤمنين قال ص أي مثل ذلك الانجاء الذي نجينا الرسل ومؤمنيهم ننجي من آمن بك انتهى وخط المصحف في هذه اللفظة ننج بجيم مطلقة دون ياء وكلهم قرأ ننجي مشددة الجيم إلا الكسائي وحفصا عن عاصم فإنهما قرءا بسكون النون وتخفيف الجيم
وقوله سبحانه قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني الآية مخاطبة عامة للناس أجمعين إلى يوم القيامة وقوله وإن أقم وجهك للدين الآية الوجه في هذه الآية بمعنى المنحي والمقصد أي أجعل طريقك واعتمالك للدين والشرع
وقوله تعالى ولا تكونن من المشركين ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك الآية قد تقدم أن ما كان من هذا النوع فالخطاب فيه للنبي صلى الله عليه و سلم والمراد غيره
وقوله سبحانه وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو الآية مقصود هذه الآية أن الحول والقوة لله والضر لفظ جامع لكل ما يكرهه الإنسان
وقوله وإن يردك بخير لفظ تام العموم وقوله سبحانه قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه هذه مخاطبة لجميع الكفار ومستمرة مدى الدهر والحق هو القرآن والشرع الذي جاء به النبي صلى الله


الصفحة التالية
Icon