النذير لأن التحذير من النار هو الأهم وإن استغفروا ربكم أي اطلبوا مغفرته وذلك بطلب دخولكم في الإسلام ثم توبوا من الكفر يمتعكم متاعا حسنا ووصف المتاع بالحسن لطيب عيش المؤمن برجائه في ثواب ربه وفرحه بالتقرب إليه بأداء مفترضاته والسرور بمواعيده سبحانه والكافر ليس في شيء من هذا ويؤت كل ذي فضل أي كل ذي إحسان فضله فيحتمل أن يعود الضمير من فضله على ذي فضل أي ثواب فضله ويحتمل أن يعود على الله عز و جل أي يؤتي الله فضله كل ذي فضل وعمل صالح من المؤمنين ونحو هذا المعنى ما وعد به سبحانه من تضعيف الحسنات وإن تولوا فإني أخاف عليكم أي فقل إني أخاف عليكم عذاب يوم كبير وهو القيامة
وقوله سبحانه الا أنهم يثنون صدورهم الآية قيل إن هذه الآية نزلت في الكفار الذين كانوا إذا لقيهم النبي صلى الله عليه و سلم تطامنوا وثنوا صدورهم كالمتستر وردوا إليه ظهورهم وغشوا وجوههم بثيابهم تباعدا منهم وكراهية للقائه وهم يظنون أن ذلك يخفى عليه أو عن الله عز و جل وقيل هي استعارة للغل والحقد الذي كانوا ينطوون عليه فمعنى الآية ألا انهم يسرون العداوة ويتكتمون بها لتخفى في ظنهم عن الله وهو سبحانه حين تغشيهم بثيابهم وإبلاغهم في التستر يعلم ما يسرون ويستغشون معناه يجعلونها أغشية وأغطية قال ص قرأ الجمهور يثنون بفتح الياء مضارع ثنى الشيء ثنيا طواه انتهى وقرأ ابن عباس وجماعة تثنونى صدورهم بالرفع على وزن تفعوعل وهي تحتمل المعنيين المتقدمين وحكى الطبري عن ابن عباس على هذه القراءة أن هذه الآية نزلت في قوم كانوا لا يأتون النساء والحدث ألا ويستغشون ثيابهم كراهية أن يفضوا بفروجهم إلى السماء
وقوله عز و جل وما من دابة في الأرض إلى على الله رزقها الآية المراد جميع الحيوان المحتاج إلى رزق والمستقر صلب الأب والمستودع بطن الأم وقيل غير