الذين ليس لهم في الآخرة إلى النار وحبط ما صنعوا فيها أي في الدنيا وهذا نص في مراد الآية والله أعلم انتهى وحبط معناه بطل وسقط وهي مستعملة في فساد الأعمال قال ص قوله ما صنعوا ما بمعنى الذي أو مصدرية وفيها منغلق بحبط والضمير في فيها عائد على الآخرة أي ظهر حبوط ما صنعوا في الآخرة أو متعلق بصنعوا فيكون عائدا على الدنيا انتهى والباطل كل ما تقتضي ذاته أن لا تنال به غاية في ثواب ونحوه وقوله سبحانه افمن كان على بينة من ربه في الآية تأويلات قال ع والراجح عندي من الأقوال في هذه الآية أن يكون آفمن للمؤمنين أو لهم وللنبي صلى الله عليه و سلم معهم والبينة القرآن وما تضمن والشاهد الإنجيل يريد أو أعجاز القرآن في قول والضمير في يتلوه للبينة وفي منه للرب والضمير في قبله للبينة أيضا وغير هذا مما ذكر محتمل فإن قيل إذا كان الضمير في قبله عائدا على القرآن فلم لم يذكر الإنجيل وهو قبله وبينة وبين كتاب موسى فالجواب أنه خص التوراة بالذكر لأنه مجمع عليه والإنجيل ليس كذلك لأن اليهود تخالف فيه فكان الاستشهاد بما تقوم به الحجة على الجميع أولى وهذا يجري مع قول الجن انا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى والأحزاب هاهنا يراد بهم جميع الأمم وروى سعيد بن جبير عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم أن قال ما من أحد يسمع بي من هذه الأمة ولا من اليهود والنصارى ثم لا يؤمن بي إلا دخل النار قال سعيد فقلت أين مصداق هذا في كتاب الله حتى وجدته في هذه الآية وكنت إذا سمعت حديثا عن النبي صلى الله عليه و سلم طلبت مصداقه في كتاب الله عز و جل وقرأ الجمهور في مرية بكسر الميم وهو الشك والضمير في منه عائد على كون الكفرة موعدهم النار وسائر الآية
بين وقوله تعالى ويقول الأشهاد قالت