بجناحه فطمس أعينهم ثم أمروا لوطا بالسرى وأعلموه بأن العذاب نازل بالقوم فقال لهم لوط فعذبوهم الساعة فقالوا له إن موعدهم الصبح أي بهذا أمر الله ثم أنسوه في قلقه بقولهم أليس الصبح بقريب والقطع القطعة من الليل قال ص إلا امرأتك ابن كثير وأبو عمرو بالرفع والباقون بالنصب فقيل كلاهما استثناء من أحد وقيل النصب على الاستثناء من اهلك انتهى
وقوله سبحانه وأمطرنا عليها حجارة من سجيل ذهب فرقة منهم ابن عباس إلى أن الحجارة التي رموا بها كانت كالآجر المطبوخ كانت من طين قد تحجر وإن سجيلا معناها ماء وطين وهذا القول هو الذي عليه الجمهور وقالت فرقة من سجيل معناه من جهنم لأنه يقال سجيل وسجين حفظ فيها بدل النون لاما وقيل غير هذا ومنضود معناه بعضه فوق بعض متتابع ومسومة أي معلمة بعلامة
وقوله تعالى وما هي إشارة إلى الحجارة والظالمون قيل يعني قريشا وقيل يريد عموم كل من اتصف بالظلم وهذا هو الأصح وقيل يعني بهذا الإعلام بأن هذه البلاد قريبة من مكة وما تقدم أبين
وقوله عز و جل وإلى مدين أخاهم شعبيا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير الآية قوله بخير قال ابن عباس معناه في رخص من الأسعار وقيل قوله بخير عام في جميع نعم الله تعالى وتعثوا معناه تسعون في فساد يقال عثا يعثو وعثي يعثى إذا افسد
وقوله بقيت الله خير لكم قال ابن عباس معناه الذي يبقى الله لكم من أموالكم بعد توفيتكم الكيل والوزن خير لكم مما تستكثرون به على غير وجهه وهذا تفسير يليق بلفظ الآية وقال مجاهد معناه طاعة الله وهذا لا يعطيه لفظ الآية قال ص وقرأ الحسن تقية الله أي تقواه قال ع وإنما المعنى عندي إبقاء الله عليكم إن أطعتم وقولهم اصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد ءاباؤنا قالت فرقة أرادوا الصلوات المعروفة وروي


الصفحة التالية
Icon